٢١‏/١‏/٢٠٠٧

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً


ما أقساها من لحظات ، وما أمرّها من ساعات
تلكم التي يفكر فيها المرء في أحوال وطنه


السادة ... إذا ما عشنا في ذكريات وطننا ، تلك التي سجلها التاريخ منذ
عصور سنرى صفحات اختلط فيها الدمع بالدم ، وامتزج فيها الألم بالقهر
وأطلا من شرفاتها المثقلة بالأحزان

في صفحات .. كان الانسان يستعبد عن طريق الوراثة او الاسر او الخطف او استعباد المديون او حتى الإستعباد بالسرقة
كما في عرف العبرانيين
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
يوسف : 76

و في صفحات أخرى .. تجد أن ظاهرة الإستعباد قد ظهرت بعد ذلك بأشكال أخرى و صور مختلفة .. فبدل الأسر والخطف - و إستعباد السارق و المديون - ظهر الاستعباد من خلال المكر و الخديعة و استغلال سذاجة الفقراء كما حدث في حفر قناة السويس

و في صفحات أقرب .. الإستعباد يأتينا مع الغزو و الإحتلال فعندما نقلب في صفحات كتاب الخزي و نتصفح عصر الاحتلال ستدمي قلوبنا أدمعا على ما عاناه الشعب من مظاهر القهر و الظلم و الإستعباد - لم يكن ذلك على أيدي المحتلين بل أيضا على أيدي السلطات الوطنية و سياستهم

و على الرغم من زوال و فناء كل تلك العصور إلا أن سياسة الإستعباد ما زالت مستوطنة في مصرو كأن الإستعباد نبتة لم تجد أرضاً أكثر خصوبة لتنموا فيها من أرض مصر


عندما أتى القبطي إلى عمر الفاروق يشتكي الظلم أدرك عمر ـ رضي الله عنه ـ أن الاستعباد لن يصلح الدولة الإسلامية ولن يرفع شأنها ، بل إن في ذلك مضرة عظيمة على جميع أفراد الدولة الاسلامية ومصالحهم ؛ فما كان منه إلا أن قام باستئصال ذلك فعلياً ليرسخ مبدأ أن ليس لأحد حق الاستعباد ،وأطلق كلمته العظيمة مخاطباً عمرو بن العاص

«متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً»





ليست هناك تعليقات: