١٣‏/١‏/٢٠٠٧

عراق الشقاق



عراق الشقاق
---------

حدثني احد الاصدقاء عن صديق له والذي قد كان ناقش رسالة الماجستير في جامعه الازهر والتي كان موضوعها عن (الحجاج بن يوسف الثقفي ) وتاريخه
كان صاحب الرسالة يقدم الادلة على ان شخصية الحجاج شخصية جليلة قامت بخدمات
عظيمة للعالم الاسلامي وقتذاك ،وحصل الطالب هذا على درجة الماجستير على هذه الرسالة بدرجة امتياز


قد يبدو الامر غريبا نوعا ما
فحجاج اشتهر تاريخه بالظلم والاسراف في الغي وما الى ذلك من الصفات التي نعته بها المؤرخون
لكن التاريخ نقله الينا اشخاص تختلف شخصايتهم وميولهم النفسية والسياسية والعرقية والدينية والاختلاف في احداثه وشخصايته امر وارد وعهدة اي قول على راويه وانا لن احكم على الحجاج فانا لم اره ولم اعاصره ويكفي قول الحافظ الذهبي

فيه (انه طاغية اهلكه الله في رمضان ) سير أعلام النبلاء – وتمضي الايام وينتهي زمن الحجاج


ويأتي زمن صدام حسين الطاغية الاخر
والذي فرض نفسه رئيسا للعراق ليبتلي هذا الجيل من اهل العراق بمن يقطف الرؤوس اليانعة استفحل صدام في ظلمه وطغيانه حتى لاقى جزاء الظلم والطغيان وأعدم في يوم
عيده- كما اهلك غيره في رمضان –حتى جاء اناس يقرؤون تاريخ صدام على انه تاريخ بطولات وفتوحات ويقولون ان صدام مات شيهدا ، بطلا مكافحا ، أسدا ........وغيرها من الالقاب التي قاموا بتوزيعها على على جثمانه والتي لم تكن ابدا له في حياته . وقاموا باقامة مجالس التابين والعزاء

وهتفوا باسم صدام حسين البطل وقال قائلهم ان الذين قتلوا على يد الامريكان اقل بكثير من الذين قتلوا في حرب ايران وحرب الخليج ، ومذبحة الدجيل ، ويكأنه قتل الابرياء حق مكفول لصدام فكان بذلك عصر صدام افضل ولانه قتل على يد الامريكان صار بطلا يستحق ان ننحني لبطولاته الجمة


نعم انه من الواجب ان نذكر محاسن الموتى لكن لا ان نقول ما ليس فيهم وان نقلب سياتهم جميعا
الى حسنات واخطائه الى نماذج يحتذى بها


لقد كنت شاهدا على حرب الكويت من دمار وخراب وما كان يفعله صدام بالشباب
والفتيات هو جنوده




يا سادتي ان ما اود ان اصل اليه واقوله لهؤلاء الذين غضبوا لصدام وقالوا ان ما فعلوه ارادوا به ان يغيظ الكفار
وفروا صيحاتكم وهتفاتكم فأمريكا لا تزال في العراق تنهب خيراته وتقتل شيوخه واطفاله وتستحيي نسائه وبيوت اهله وفروا صيحاتكم فالعراق ينزف وما من مداو وصال العراق شقاق وانتم ما زلتم تهتفون لمن كان سببا لهذا باجمله وفروا صيحاتكم فان لكم حكام يخافون امريكا ويخافون الموت بل ويقدمون لها الولاء والطاعة في كل يوم لانهم يحسبون كل صيحة من امريكا عليهم ولا ابالغ ان قلت هم العدو فاحذوروهم قاتلهم الله انى يؤفكون
وفروا صيحاتكم وكرروا نداء الخليفة عبد الملك بن مروان حين جمع الناس وقال لهم "من للعراق فقد كدر صفاؤه واستبيحت دماؤه واملولح عذبه "وامل ان لا يقم بين الجموع (الحجاج ) اخر يقيم على الشقوق في العراق شقوقا






.•:*¨*:•.¸¸.•♥نائح الطلح♥•.¸¸.•:*¨*:•.

ليست هناك تعليقات: