١٩‏/١‏/٢٠٠٧

شيطاني العليل


شيطاني العليل
ـــــــــــــــــــــ



الأن أكتمل الحلم
الأن أعرف حقيقة الأشباح

النهـــــــــــــــــــاية


لابد و أن تكون النهاية فقد أستيقظت من الحلم
و لكني لا أعلم هل حقا أستيقظت أم مازلت في سبات عميق







لقد رأيت ذلك الحلم كل ليلة لمدة شهور
أعرف أنه ليس مجرد حلم
ربما تكون رسالة من عالم أخر
لعلة مساعدي الروحي يعودني كل ليلة ليساعدني
و ربما شيطاني يأتيني ليروضني



هذة الأحلام تشكل نوعا من الإتصال

و ما زالت الرسالة تحيرني
لكنها تتوالى بشكل أسرع الأن
و ليس لهذا معنى أخر غير أن
ذلك الشبح بداخلي بدأ ينتصر
------

وددت لو أنني أستطيع تسجيل حلمي كما أسجل لقطات ذكرياتي

أحاول أن أتذكر
....
نفس المكان الغريب الذي أراه كل ليلة
و ثكنات كائناته المقنعة التي تهاجم ليل نهار
و بين حصن من قش و حصن من فولاذ ندافع عن مديتنا الهشة

كيف يكون الحال عندما ترى كل من حولك يتساقطون موتى بدون سبب ظاهر
و القصور العظيمة يسير الشق فيها سريان نهر جاري فتنهار في لحظة



و بقايا نيران لا تخمد
حتى ما كنا نظنة قلاعا مشيدة للدفاع عن بلدتنا كان أول ما سقط في الهاوية
أضواء المدن الباهرة يعتليها نورا أقوى منها يهبط عليها ليغمرها و يدفنها
و الأن نحن محاصرون

و أول مرة أرى بعيني فرحة الهزيمة و نشوة الخضوع
و أيضا مرارة الأنتصار

فمن تدمر حصونة و تهد قلاعة و تسقط مدينتة يقيم حفلا لهزيمتة و أفراحا لإنكساره ؛
و من يقاوم و يجاهد و ينتصر يقيم عزاء إنتصاره و يشيع جنازة شرفه و عزة ؛

و ما تزال أصوات كائناتهم تأتي من بعيد



سنقضي عليهم جميعا


و أنا في وسط تلك المعركة كل يوم
تراني يوما أجاهد و أناضل فأنتصر و بخلافهم أفخر بنصري رغم نظرة الشذوذ التي أراها في أعينهم ؛
و يوما أخر يسيطر علي عدوي و يحاصرني و يزرع رايتة في وطني فأحزن لهزيمتي ؛
و يوما أفرح لهزيمتي
و يوما أحزن لنصري ؛

ـــــــــ

كل يوم كان الحلم ينتهى عند ذلك فيوقظني صوت المنبة الذي أعتاد أن يقلقني كل يوم في ميعاد العمل
حتى جائت تلك الليلة التي عطلت فيها كل وسائل التنبية
و أتخذت قراري لأصل إلي نهاية حلمي

نبتة صغيرة تنموا في أرض بور دون ماء أو ضوء شمس و دون رعاية زارعها
و أجواء ترعد و رياح تعصف من حولها حتما مصيرها إلي زوال
ستكسر تلك النبته الجافة و لن تقاوم حتى نسمات الرياح

حرارة نيران المعركة المحسومة تحول كل الحصون التي يفترض أنها حديدية إلي زبر حديد سائل
الأن علمت أن تلك الحصون التي قضينا عمرنا كلة في بنائها كانت حديدة قالبا فقط
و أما قلبها خاو على عروشة
ما أن يبدأ العدو في مداعبات ما قبل الهجوم حتى تخر راكعة خالعة عنها كل ما يواري سوأتها لتتعرى أمامه كما تتعرى غانيات المراقص
فتسلم له حتى دون أن يشهر سلاحه و يكشر عن أنيابة و بدون أي مقاومات يعتلى العدو كرسي العرش فيسيطر على

المدينة بأكملها ليقذف فيها سمومة فلا تلد إلا مسوخا مشوهة

و عندئذ تشيد سرادقات الأفراح إحتفالا بالمولود الجديد السعيد أو التعيس .. لا أعلم فالسعيد تعيس و التعيس تعيس
و العدو منتصر .. و الأفراح مقامة


أنا مدعو لأفرح مع الفرحين
أهنئ المهزوم بإبتسامة صفراء تشاركة فرحه بهزيمتة و هو يعلم أنها صفراء .. و سأنتظر أنا أيضا منه نفس الأبتسامة الصفراء يوم الإحتفال بهزيمتي
أرتشف من كاسات الدم ما يسكرني فأترنح و أتمايل على نغمات مارشات الإحتلال معلنا الولاء الكامل و الطاعة العمياء لعدوي و عدو مدينتي معاهدا على محاربتي و تنكيس راياتي و دك حصوني و إن استطعت فقتلي أعظم .... و سأنتظر المنح العظيمات و العطايا الفاخرات
و سأرتدي التاج الملكي
لأحكم بأمرهم و أسيطر بخططهم


إلا أنني في النهاية و بعدما أفيق من سكرتي
أشعر بشئ إلي جواري
شيئ خفي يلمسني في سكون
يمتد لداخل جسدي و يسري في عروقي مختلطا بدمي
أقاومة بالمصول أحيانا و يقاومني أحيانا
فأشفى يوما و يوما أرقد عليلا

لم أعرف ما هو
حتى بعدما أستيقظت من نومي لم أعرف ما هو


هناك تعليق واحد:

حزمــــــان يقول...

باسمك اللهم

شيطاني العليل الذي رغم ضعفة ينتصر أحيانا و رغم قوتي يهزمني أحيانا .. و ذلك حالنا جميعا ..

أتمنى أن تنال إعجابكم

تحياتي