٤‏/٢‏/٢٠٠٧

جواز على ورق سوليفان



---------------------
جواز على ورق سوليفان
---------------------
يداي ترتعشان و الدموع تداعب أجفاني عيناي لا ترتفعان أبدا إلي عيناكي كلامي همس يكاد يصل إلي أذنيك
و بصوت تتخللة الدموع أعلن عليك قرار الفراق
لا تهتز مشاعري لبكائك و لا أتأثر بكلمات الصفح و التوسل التي تتفوه بها شفتاك و لا أشعر بتلك النار التي شبت في قلبك فقط كل ما يعنيني الأن إعلان إستقلالي عنك

الوداع
الوداع يا من ضيعت ما مضى من عمري بحثا عنك
و لكنها هكذا الحياة – نلتقي لنفترق
وداعا رغم كل ذلك الحب الذي أحبسة داخل قضبان قلبي – لا تعلنة نظراتي العنيدة و لا تبوح بة كلماتي الغليظة

هكذا أفترقنا

و أختليت بنفسي أتذكر بقلبي المحطم سنوات العشق و الغرام – لحظات ألم و حزن و لحظات فرح و سعادة
أيام إشتياق و لهفة و أيام خصام و بعد
كلمات أغاني محمد منير تقتلني فلطالما سمعناها سويا
ذلك المكان الذي اعتادنا أن نتقابل فيه
ذلك المكان الذي رسمنا عليه صورة أيامنا القادمة و حياتنا السعيدة التي في انتظارنا
تلك الساعة الفضية التي لا أخلعها عن يدي هي من أهدتني اياها يوم ميلادي السابق
تلك الكلمات التي دونتها بدموعها على ورقة ذكرياتي الوردية شلالات عشق و هوى تنبع من قلبها و ليس لها مصب دون قلبي

بللت دموعي أوراقي فكففت عن الكتابة و سرحت ..
و تسائلت .. لماذا كتب علينا الفراق ؟؟
في تلك اللحظة .. جائتني الإجابة
جائتني عبر كلمات نزار قباني في قصيدة أنا و ليلى

لكن عسر الحال
فقر الحال
ضعف الحال مأساتي

لابد من نهاية لأي بداية
إما أن تكون نهاية سعيدة كعامة الأفلام العربية
أو نهاية مأسوية مؤلمة كواقعنا التعيس

و بنظرة سينمائية .. تنتهي جميع قصص الحب بالزواج فنرى الصدفة و قد لعبت دورها في الجمع بين أبطال العمل ثم نظرة فإبتسامة فكلمة فموعد فلقاء فتخطف قلبة فيبوحان لبعضهما بحبهما و بعد مجموعة من الصعوبات و المشاكل التي تضاف للحبكة الدرامية تنتهي علاقتهما بالزواج السعيد

أما بنظرة واقعية .. يختلف الأمر .. تبدأ قصة الحب و قد علم الطرفين نهايتها قبل بدأها و لكنهما بتحدي و عند يحاولان محاربة الواقع ظنا منهما أنهما قادران على ذلك و أنهما سينجحا في ما فشلا فيه كل من سبقهم
فنجد روميو و جولييت عصرهما يعيشان في عالم غير العالم و دنيا غير الدنيا حتى تحين لحظة الأستيقاظ
و ما أن يفيقا حتى يعلن أحدهما فراق الأخر و الأسباب بالطبع مادية
و كأن علاقتهما كانت محطة الترانزيت التي سيتجهان بعدها كل إلي حياته
فـ روميو يلهث في دروب الحياة بحثا عن المال الذي سيحقق له الإستقرار و السعادة بلا ضوابط و لا موانع
فلا فرق عنده بين حلال أوحرام أو مشروع أو مكتسب فكل ما يهمة الأن قتل من كان السبب في تعاستة الأبدية


و أما جوليت فليس لديها أية مشكلة فهي تعرف طريقها جيدا
هي الأن في إنتظار الرجل الذي يكبرها بـ عشر أو عشرين سنة لا فارق
لا يهمها إن كانت سيارتة بي ام دبليو أم مرسيدس و لا يهمها أيضا فيلتة في المعادي أم في مصر الجديدة
أيضا لا يهمها إن كانت هي زوجتة الأولى أم الثانية أم حتى الرابعة
و هي في مقابل ذلك تنازلت عن كل أحلامها الصافية العذراء تنازلت عن فارسها ذو الرداء الأبيض الذي سيحملها على فرسة الأبيض ليسكنها قصرة و يتوجها ملكة على مملكتة و يجلسها على عرش قلبة
وأرتضت أن تبيع جسدها لمن يملك المال حتى و إن انتهى بها الحال خادمة تحت قدمية
كل ذلك أيضا من أجل أن تقتل من كان سببا في تعاستها

لا أستطيع كتابة كلمة النهاية على ذلك الموضوع فما زال العرض مستمرا
فما حدث لي بالأمس سيحدث لك اليوم و لك أنت أيضا في الغد

فيا كل روميو و يا كل جولييت أجيبوني
كيف السبيل إلي الخلاص من سيطرة المادة على أحلامنا

إن لم أجد عندكم الإجابة
فأدعوكم أن تنضموا لي في البحث عن

جواز عرفي
أو
جواز مسيار
أو
أبحثوا معي عن عروس غنية حتى و إن بلغت الثمانين
أو
أي شيئ بعيد عن الزواج الشرعي

ليست هناك تعليقات: