٢‏/١٢‏/٢٠٠٦

◦◦◦ميكافيللية◦◦◦
أنت إنســان ميكافيللي ، أو صاحب قرارات ميكافيللية
يطلق هذا اللقب على كل من اتبع مبدأ ميكافيللي الأول ” الغاية تبرر الوسيلة ” ، وهو أشهر مبدأ عُرف به ميكافيللي ،
فـهو يرى بأن الهدف النبيل السامي يضفي صفة المشروعية لجميع السبل والوسائل التي تؤهل الوصول لهذا الهدف مهما كانت قاسية
أو ظالمة ، فهو لا ينظر لمدى أخلاقية الوسيلة المتبعة لتحقيق الهدف ، وإنما إلى مدى ملائمة هذه الوسيلة لتحقيق هذا الهدف
.. فـ الغاية … تبرر الوسيلة ..
وكان هذا المبدأ هو ما استند عليه في أغلب نصائحه في كتاب الأمير
وهنا يقوم السؤال عما إذا كان من الأفضل أن تكون محبوبا أكثر من أن تكون مهابا أو أن يخافك الناس أكثر من أن يحبوك
.الإمام علي : ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله، وتعجيل نقمته من إقامةٍ على ظلم
ميكافيللي : يجب على الأمير ألا يأبه بتهمة القسوة ما دام يبقي رعيته متحدة وموالية – فعلية أن يتبع الضرورة وليس الرغبة، إذا أراد أن يتجنب دماره
(وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة أو ألبسته منك ذمة فحط عهدك بالوفاء، وأرع ذمتك بالأمانة، وأجعل نفسك جنة دون ما أعطيت، فإنه ليس من فرائض الله شيء الناس أشد عليه اجتماعا، مع تفرق أهوائهم وتشتت أرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود) قالها الإمام علي
(ومن هنا، ليس فإمكان أمير حكيم، ولا يجب أن يحفظ عهده عندما لا يكون حفظ العهد لصالحه، أو عندما لا تعود الأسباب التي دفعته إلى ذلك نافذة المفعول) ميكافيللي، الأمير
(فول من جنودك أنصحهم في نفسك لله ولرسوله ولإمامك) الإمام علي
(حتى أنهم سيكونون أفضل حينما يرون أنفسهم منقادين لأمير منهم، أمير يشرفهم ويرعاهم) ميكافيللي
(ولا تدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل، ويعدك الفقر) الإمام علي
(وهكذا عندما لا يكون بوسع الأمير أن يتخذ من الكرم فضيلة له من دون أن يحفَّ نفسه بالخطر، يجب عليه إذا كان حكيما أن لا يحفل بقلب بخيل) ميكافيللي
"البشر خبثاء أنانيون متقلبون ناكرون للجميل، مراؤون جبناء، شديدو الطمع، لا يقدمون الخير إلا عند الضرورة نفعيون و لذلك كان لا بد لهم من الحاكم والدولة والقيادة تسوقهم وتدفعهم لما فيه صلاحهم وتردعهم عما فيه هلاكهم ولا بد للحاكم في هذا السبيل من استخدام كافة الوسائل العلمية والشرعية والقانونية كما عليه اللجوء إلى القوة والعقوبة في سياسة هذا الموج الهائل من البشر والسيطرة عليه" ميكافيللي
دع الناس يخافون منك, و لكن احرص أن لا يتحول هذا الخوف الى كره

و يعلل ميكافللي أسباب تحول هذا الخوف الى كره في سببين أساسيين,
الأول هو اهانة الناس عبر هتك أعراضهم
و الثاني هو ذل الناس عبر محاربتهم في مصادر أرزاقهم
فمن هتكت عرضه لايملك شيء ليخسره, و هو مستعد لعمل أي شيء للانتقام لشرفه,
أيضا من فقد مصدر رزقه وأغلقت أبواب الحياة الشريفة في وجهه لا يملك شيء ليخسره

بعيدا عن نظريات ميكافيللي فاننا رصدنا عدة ظواهر يصاب بهاحلفاء الحاكم ,
و أكاد أجزم أن القاريء لا يحتاج لذكر أسماء و أمثال حتى يوافقني الرأي
التعامل مع مؤسسات الدولة و كأنها ملك خاص
الادمان على كسر القانون و كأنه لميكتب ليطبق عليهم
السعي لاحتكار بعض الخدمات المدرة للمال و محاربة أي فكرة بانهاء هذا الاحتكار
شراستهم في القتال و الدفاع عن مكتسباتهم الغير شرعية
انتشار شعور بالرعب و الخوف منهم بين الناس, أحيانا يكون رعبالناس من الحلفاء أكبر بكثير من خوفهم منالحاكم
التعامل بكرم شديد مع طلبات المواطنين, خاصة أن كان الصرف من جيب الدولة
ترويجهم و تبنيهم للممارسات والأفكار الفاسدة, فالفاسد يختنق من الهواءالنقي و لا تعجبه الا رائحة ثاني أكسيد الفساد
أحلى ظاهرة هي الابتسامة البريئة الدائمة على وجوه هؤلاء الحلفاء, مساكين دايما الناس ظالمينهم
و الملاحظ : هو أن هذه الظواهر تساهم بشكل قاطع في حدوث بعضردود الأفعال السلبية لدى المواطنين اتجاهالحاكم و حلفائه مثل الشعور بالتوتر والتشاؤم من الحاكم و اسلوب حكمه, و انخفاض مستوى الوطنية في نفوس المواطنين عند مقارنتهم العوائق و المشاكل التيتواجههم مقابل رخاء العيش و سهولته بالنسبة لحلفاء الحاكم
لذلكفان على حاكم المستقبل التعامل بحذر شديد في كيفيةاستخدام حلفائه , عليه أن يعرف من منهم يشكل أصلا و من منهم يشكل عبأ و كيف يستفيد منأصوله و يتخلص أو يقلل من أعبائه
حقيقة أتمنى كل الخير والازدهار لهذا الوطن , أحداث ما مضى من عام 2006 تركت جروح كثيرة في قلبي, أتأمل أن تزيلها أحداث ما تبقى من هذه السنة, رغم حالة التشاؤم و الريبة المنتشرة في كل مكان
.•:*¨*:•.¸¸.•حزمـــان•.¸¸.•:*¨*:•.

ليست هناك تعليقات: